عَمَلٌ مُتَمَيِّزٌ قَائِمٌ عَلَى قَاعِدَتَي التَّيْسِيرِ وَالتَّرْغِيبِ، مَعَ تَوْظِيفٍ ذَكِيٍّ لِلصُّورَةِ بِتِقْنِيَّاتٍ عَالِيَةِ الْجَوْدَةِ.
اِطَّلَعْتُ عَلَى مُقْتَطَفَاتٍ مِنْ سِلْسِلَةِ الْيَاسَمِينِ، وَأَلْفَيْتُ جُهْدًا كَبِيرًا فِي سَبِيلِ تَيْسِيرِ تَعَلُّمِ اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ، وَتَوْظِيفِ تِقْنِيَّاتِ التَّعَلُّمِ النَّشِطِ، الَّتِي تُحَقِّقُ قَدْرًا أَكْبَرَ مِنْ فَاعِلِيَّةِ التَّعْلِيمِ وَمُتْعَةِ التَّعَلُّمِ، إِضَافَةً إِلَى الْإِخْرَاجِ الْمُتَمَيِّزِ لِلسِّلْسِلَةِ
سِلْسِلَةٌ مُتَمَيِّزَةٌ، تَفْتَقِرُ الْمَكْتَبَةُ الْعَرَبِيَّةُ إِلَى أَمْثَالِهَا، بَذَلَ فِيهَا مُؤَلِّفُهَا جُهْدًا ظَاهِرًا، وَجَعَلَهَا فِي مُسْتَوَيَاتٍ عِدَّةٍ، وَخَدَمَ فِيهَا مَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ الْمُتَعَلِّمُ مِنْ مَهَارَاتِ الْقِرَاءَةِ وَالْكِتَابَةِ وَالِاسْتِمَاعِ وَالتَّحَدُّثِ وَالْمُحَاوَرَةِ، وَأَشْبَعَهَا بِالِاخْتِبَارَاتِ التَّقْوِيمِيَّةِ وَأَلْعَابِ الْمُرَاجَعَةِ، وَازْدَانَتْ بِأَنْوَاعٍ مُشَوِّقَةٍ مِنَ التَّمَارِينِ: كَمَلْءِ الْفَرَاغِ، وَالتَّوْصِيلِ، وَالْمُقَارَنَةِ، وَالضَّبْطِ
قَرَأْتُ فِي كِتَابِ -الْيَاسَمِينِ- فَوَجَدْتُ عَبَقَ تَيْسِيرِ الْعَرَبِيَّةِ يَفُوحُ مِنْهُ لِلنَّاطِقِينَ بِغَيْرِهَا، وَقَدْ أَجَادَ يَرَاعُ كَاتِبِهِ فِي عَرْضِ هَذِهِ اللُّغَةِ الْعُظْمَى بَيْنَ يَدَي غَيْرِ الْعَرَبِ يَتَضَوَّعُونَ مِسْكَهَا، وَيَسْتَنْشِقُونَ أَرِيجَ زَعْفَرَانِهَا، فَتَحِيَّةٌ لِقَرِيحَةِ الْكَاتِبِ، وَجَزَاهُ اللهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى، وَبُشْرَى لِأُولَئِكَ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ يَنْهَلُوا مِنْ مَعِينِ لُغَةِ الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ الَّذِي لَا يَنْضَبُ
عَمِلْتُ أَرْبَعَ سَنَوَاتٍ بِالتَّدْرِيسِ فِي مَعْهَدِ تَعْلِيمِ اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ بِإِنْدُونِيسِيَا، وَاطَّلَعْتُ عَلَى عَدَدٍ مِنَ السَّلَاسِلِ التَّعْلِيمِيَّةِ، وَأَرَى أَنَّ كِتَابَ "الْيَاسَمِينِ" سَيُزَاحِمُ بِمَنْكِبِهِ الْكُتُبَ السَّابِقَةَ وَسَيَظْفَرُ بِمَكَانَةٍ مُتَقَدِّمَةٍ بَيْنَهَا، فَهَنِيئًا لِلْمُؤَلِّفِ الْكَرِيمِ هَذَا الْإِنْجَازُ.
تَشْهَدُ مَكْتَبَةُ تَعْلِيمِ الْعَرَبِيَّةِ لِلنَّاطِقِينَ بِغَيْرِهَا إِشْرَاقَةَ كِتَابٍ أَفَادَ مِنْ تِقْنِيَّاتِ التَّعْلِيمِ صَوْتًا وَصُورَةً، قِرَاءَةً وَكِتَابَةً وَتَفَاعُلًا؛ فَجَعَلَ تَعَلُّمَ الْعَرَبِيَّةِ مُتْعَةً وَتَرْفِيهًا وَإِبْدَاعًا بِالرُّسُومِ وَالْأَلْوَانِ وَالْجَدَاوِلِ وَالْأَلْعَابِ، وَتَعْبِيرًا عَنْ جَانِبٍ مِنَ الْقِيَمِ وَالثَّقَافَةِ الْعَرَبِيَّةِ، وَرَبْطِهَا بِالْمُمَارَسَةِ اللُّغَوِيَّةِ فِي مَوَاقِفَ يَوْمِيَّةٍ وَعَمَلِيَّةٍ. يَبُثُّ الْعَرَبِيَّةَ سِلْسِلَةً مُحَبَّبَةً إِلَى مُتَعَلِّمِيهَا
هَذَا الْكِتَابُ لَيْسَ جُهْدًا عَادِيًّا، بَلْ هُوَ إِصْدَارٌ اسْتِثْنَائِيٌّ يُوصِلُ الْعَرَبِيَّةَ بِطَرِيقَةٍ مُبْتَكَرَةٍ تُمْتِعُ الْعَيْنَ وَالْأُذُنَ وَالنَّفْسَ، وَلَا تَعْتَمِدُ الْأُسْلُوبَ التَّقْلِيدِيَّ الْمُعْتَادَ. شُكْرًا لِلْمُؤَلِّفِ الْمُبْدِعِ وَلِفَرِيقِ الْعَمَلِ كُلِّهِ.
تُعْتَبَرُ سِلْسِلَةُ الْيَاسَمِينِ مَدْخَلًا لِتَعَلُّمِ اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ بِطُرُقٍ تَعْلِيمِيَّةٍ حَدِيثَةٍ وَمُمْتِعَةٍ، وَتُوَفِّرُ لِلْمُتَعَلِّمِ مَعْلُومَاتٍ عَنْ مُخْتَلَفِ الدُّوَلِ الْعَرَبِيَّةِ وَثَقَافَاتِهَا. فُصُولُ الْكِتَابِ وَاضِحَةٌ وَغَنِيَّةٌ فِي مُحْتَوَاهَا، مَا يُسَاعِدُ عَلَى اكْتِسَابِ اللُّغَةِ تَدْرِيجِيًّا
رَأَيْتُ فِي الْكِتَابِ جُهْدًا كَبِيرًا مِنْ حَيْثُ مَضْمُونُهِ وَشَكْلُهِ فَهُوَ يَجْمَعُ بَيْنَ الْوَسَائِلِ السَّمْعِيَّةِ وَالْبَصَرِيَّةِ وَاعْتَمَدَ عَلَى الْأَشْكَالِ وَالْأَلْوَانِ، وَفَّقَكُمُ اللهُ إِلَى كُلِّ مَا فِيهِ خَيْرٍ وَسَدَادٍ، وَنَفَعَ اللهُ بِكُمُ الْعَرَبِيَّةَ وَطُلَّابَهَا
تَحْمِلُ سِلْسِلَةُ الْيَاسَمِينِ رِسَالَةً ثَقَافِيَّةً تَعِي أَهْدَافَهَا الثَّقَافِيَّةَ وَالْإِنْسَانِيَّةَ، فَتَحْرِصُ عَلَى أَنْ تُقَدِّمَ لُغَتَنَا لِلْمُقْبِلِينَ عَلَى تَعَلُّمِهَا بِشَفَافِيَّةِ الْحِرْصِ عَلَى تَعَلُّمِهَا، وَالتَّمَتُّعِ بِحِوَارِيَّتِهَا، وَالْإِفَادَةِ الْعَمِيقَةِ مِنْ تَدَاوُلِيَّتِهَا، وَإِنْجَازِ مَحَبَّتِهَا وَالِاعْتِزَازِ بِهَا. وَمَا أَجْمَلَ لُغَتَنَا وَهِيَ تَرْتَدِي ثَوْبَ الْيَاسَمِينِ، فَتَدْخُلُ إِلَى قُلُوبِ مُتَعَلِّمِيهَا؛ لِتَتَجَذَّرَ فِي عُقُولِهِمْ وَثَقَافَتِهِمْ
عَمَلٌ رَائِعٌ وَجُهْدٌ كَبِيرٌ بَذَلَهُ الْمُؤَلِّفُ فِي إِخْرَاجِ هَذَا الْكِتَابِ، جَاءَ الْكِتَابُ لِيَسُدَّ ثَغْرَةً وَاضِحَةً فِي مَيْدَانِ تَعْلِيمِ اللُّغَةِ بِوَصْفِهَا لُغَةً ثَانِيَةً. اِنْطَلَقَ مِنْ رُؤْيَةٍ عِلْمِيَّةٍ وَاضِحَةٍ، وَعَتْ مَا وَصَلَ إِلَيْهِ الآخَرُونَ، مُسْتَثْمِرًا تِقْنِيَّاتٍ عِدَّة، مِنْهَا: الصُّورَةُ وَالْقِصَّةُ وَالتَّدْرِيبُ. خُطْوَةٌ رَائِعَةٌ فِي طَرِيقِ التَّعْلِيمِ الذَّاتِيِّ لِلُّغَةِ الثَّانِيَةِ
لَقَدْ أُعْجِبْتُ أَيَّمَا إِعْجَابٍ بِهَذَا الْعَمَلِ اللَّافِتِ فِي مَوَادِّهِ، الْمُتَنَوِّعِ فِي مُحَاوَلَةِ تَقْرِيبِ اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ وَغَرْسِ حُبِّهَا لَدَى مُتَعَلِّمِيهَا مِنْ غَيْرِ أَهْلِهَا فِي إِطَارٍ يَدُلُّ عَلَى خِبْرَةٍ طَوِيلَةٍ فِي التَّعْلِيمِ إِذْ تَضَمَّنَ الْكِتَابَانِ مَوَادَّ مُشَوِّقَةً تَدْفَعُ السَّأَمَ وَتُرَغِّبُ فِي التَّعَلُّمِ، وَتَرْبِطُ الْمَوَادَّ بِلُغَةِ الْعَصْرِ (الْإِنْتِرْ نِت)، إِضَافَةً إِلَى رَبْطِ الطُّلَّابِ وَالطَّالِبَاتِ بِمُنْتَدَى مَوْقِعِ الْيَاسَمِينِ، وَإِدْرَاجِ مَوَادَّ مَسْمُوعَةٍ؛ مِمَّا يَدُلُّ عَلَى جُهْدٍ كَبِيرٍ بَذَلَهُ الْقَائِمُونَ عَلَى السِّلْسِلَةِ
كِتَابٌ يَسْتَوْفِي مَا يَتَطَلَّبُّهُ أَيُّ مِنْهَاجٍ مِنْ هَذَا النَّوْعِ: سَلَامَةُ الْمَنْهَجِ، وَالْمُنْطَلَقُ فِي الْإِعْدَادِ، وَالْوُضُوحُ وَالسُّهُولَةُ فِي الطَّرْحِ وَالْمُعَالَجَةِ. بَقِيَ عَلَى الْمُتَعَلِّمِ أَنْ يُكْمِلَ بِالْمُتَابَعَةِ وَالدَّرْسِ بَقِيَّةَ الطَّرِيقِ. تَبْرِيكَاتِي لِلْمُؤَلِّفِ عَلَى جُهْدِهِ الْمُبَارَكِ وَأُمْنِيَاتِي لِلطَّالِبِ بِالْإِفَادَةِ وَالِانْتِفَاعِ النَّاجِزِ